الشمس تشرق من جديد

يشعر المتفرج لهذا العمل أن كل من شارك في هذا المسلسل استطاع أن يرمي إلى روح العمل الكلاسيكي والذي يعتبر بصمة واضحة ومهمة في الدراما السورية. وقد استطاع هذا العمل استقطاب كم

جماهيري بفضل ملامسته لروح العصر بشفافية وإبداعية متميزة وبالتالي فهو يستحق وعن جدارة أن يكون مع مسلسله أهم المسلسلات التي عرضت هذا العام.‏

«الشمس تشرق من جديد» القصة للكاتبة المتألقة أمل حنا وهو من إخراج المبدع هيثم حقي تألقت فيه صبا مبارك الوجه الجديد ومي سكاف أبدعت في دورها وكل من شارك في هذا العمل.‏

استطاعت الكاتبة أمل حنا أن تحملنا معها بأسلوبها الراقي الشفاف كعادتها إلى عالم الروايات التي يحملك كاتبها إلى عوالمه الخاصة ليجعلك تعيش أجوائه أول بأول. الكاتبة أمل حنا أبدعت لنفسها اسلوباً متميزاً في الكتابة الأدبية الدرامية لما تحمله من حس روائي عالٍ مع الاهتمام الكبير بتفاصيل الواقع الصغيرة والكبيرة كي يجعلنا نحس بواقعنا بأدق تفاصيله الثقافية والاجتماعية, الفنانة صبا مبارك بطلة المسلسل استطاعت جذب المشاهد إليها كونها وجه جديد وتقوم بدور البطولة الأساسية على غير ما اعتدنا عليه في المسلسلات الأخرى فالوجه الجديد يقدم أدوار ثانوية, ولكن مع ذلك كان أداؤها استثنائي وعفوي وهو دور صعب للغاية على ممثلة جديدة أمامها تحدٍ كبير إما النجاح والتألق وإما الفشل, إلا أنها استطاعت وبجدارة قبول التحدي والنجاح في تحقيق النجاح, وبجدارة استطاعت أداء شخصية «مرام» الفتاة التي تحمل في داخلها تحديات كبرى وخصوصاً بعد وفاة والدتها وجدت نفسها مرغمة لأن تتلائم مع واقعها القاسي المفروض عليها والذي يدفعها إلى العمل في ظروف صعبة لا تتناسب مع قدرتها وشخصيتها لكنها تنجح في ذلك كي لا تواجه الأبشع والأسوأ في مشوار حياتها, ولا ننسى دور الفنانة مي سكاف التي جسدت دور والدة مرام التي عانت الكثير خلال مشوار حياتها من الصعوبات من أجل تربية ابنتها الوحيدة مرام ولكن الانسجام بين مي سكاف وصبا مبارك شكل تناغماً جميلاً جداً دفعنا إلى الإحساس بأنها ابنتها حقاً بفضل الأداء العالي والمميز للفنانتين وهذا أبرز دور المخرج الهام في اختيار الشخصيات, لقد لعب المخرج دور المايسترو الذي استطاع أن يقدم العمل بشكل خلاق ومبدع سواء من خلال جمال الصورة وأداء الممثلين واستطاع المخرج أن ينجح باختياره للفنانة صبا مبارك ويتخطى كل الصعوبات والتحديات التي أخذها على عاتقه وهي مخاطرة كبيرة لكنه أحسن الاختيار لأن المشاهدين بحاجة دائماً إلى وجوه جديدة حتى تحافظ الدراما على تألقه